Abdulmueen Alsebai

‫ُ‬ ‫_الحجا‬ ‫‪#‬‬ ‫ثالوث ِ‬ ‫‪---‬‬‫دواخلك‪ -‬أ َ َّن أه َل أوربَّة قد ألفوا‬ ‫ف‬ ‫اعلَم‪ُ -‬وفِق َ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِإلَى تآلُ ِ‬ ‫الفارط عل ًما جليال‪ ،‬وتُراثًا أثيال‪ ،‬هو عل ُم‬ ‫في‬ ‫القرن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث في جوانية‬ ‫سكلَ َجة‪ ، psychology‬وهو ِعل ُم البح ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫وصميم نفسِه‪ ،‬وهو ِعل ٌم ذو‬ ‫الحيوان‪ ،‬و ُمهج ِة فؤاده‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ذهب في ِه أهلوهُ ُك َّل‬ ‫شجون وفروع‪ ،‬ومناه َج ومذاهب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫آثار التطور في النفس‪ ،‬ومنهم‬ ‫مذهب‪ ،‬فمنهم‬ ‫ُ‬ ‫دارس ِ‬ ‫دارس آثار الرياضة‬ ‫آثار‬ ‫دار ُ‬ ‫اللسان في النفس‪ ،‬ومنهم ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والزم األنبوب ‪.‬‬ ‫في النفس‪...،‬‬ ‫ِ‬ ‫أن ال َّ‬ ‫ث ُ َّم اعلم َّ‬ ‫شي َخ الطبيب ِسق ُمونَ فَرو ِيدَ ‪Sigmund‬‬ ‫صاحب مذهب في هذا العلم‪ ،‬ولهُ فيه‬ ‫‪Freud‬كانَ‬ ‫َ‬ ‫تصانيف بديعة‪ ،‬ومؤل ٌ‬ ‫الحق‬ ‫ث عن‬ ‫فات َمريعة‪ ،‬فيها للباح ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ضالة‪ ،‬كما أن فيها ‪-‬من غير شك‪ -‬آرا ًء ضالة‪ ،‬وقد كانَ‬ ‫ال َّ‬ ‫سقامى‪ ،‬ويُرخي لهم أعنةَ الحديث‪ ،‬حتى‬ ‫شي ُخ‬ ‫يجالس ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫يبوح الواحدُ منهم ِبما ُينبي ِه من لح ِن القول عن آفته‪،‬‬ ‫سقَ ِمه‪ ،‬وك ُّل ما في هذ ِه المقال ِة إنما هو من‬ ‫وجرثومة َ‬ ‫عصره ‪.‬‬ ‫كره‪ ،‬وفرا ِئد‬ ‫بنا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِف ِ‬ ‫‪-‬‬‫ق‪َّ -‬‬ ‫الحجا‬ ‫اعلَم‪-‬‬ ‫َ‬ ‫أن ِ‬ ‫أوتيت ُحسنَ التأ ُّمل‪ ،‬ومعرفةَ ال َح ِ‬ ‫‪ ،personality‬لهُ أقاني ُم ومستويات‪ ،‬فهو ال يُ َرى من‬ ‫جهة واحدة كامال‪ ،‬ولن يبلغ الناظر ُهناك طائال‪ ،‬فأما‬ ‫فاثنان بينهما برز ٌخ‪:‬‬ ‫المستويات‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬ال َجنان‪Unconscious:‬‬‫ع الشهوات‪َ ،‬وقَه َر ُ‬ ‫و ُه َو خز ُ‬ ‫الذ َك ِر‬ ‫ان المشاعر‪ ،‬ويَنبو ُ‬ ‫مان ِ‬ ‫سب في‬ ‫ال َمكبوتات‪ ،‬تسب ُح في ِه‬ ‫قروش الحادثاتِ‪ ،‬وتر ُ‬ ‫ُ‬ ‫غير ُخبر من صاح ِبه وال‬ ‫القارصات‪ ،‬على ِ‬ ‫قاموس ِه ِ‬ ‫التفات ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الس َكك‪ ،‬المستبدُّ‬ ‫سلُك‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫ق ِ‬ ‫باعوث ال ُّ‬ ‫وحاثوث طر ِ‬ ‫َ‬ ‫الخالفة‪ ،‬و ُك ُّل الحاشية تعم ُل لتبرير فِعله‪،‬‬ ‫برأ ِي ِه في‬ ‫قصر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتحسين مسل ِكه ‪.‬‬ ‫س ِمي جنانًا ِلخفائه ‪.‬‬ ‫وإنما ُ‬ ‫‪2‬ال َعنان‪Conscious:‬‬‫ُ‬ ‫صاحب‬ ‫األسباب والنتائج‪،‬‬ ‫ب‬ ‫أما‬ ‫فناظ ُم المنا ِهج‪َ ،‬ر ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫العنان ِ‬ ‫"كيف؟ "و"َلماذا؟"‪ ،‬و"من أي ِ وجه يكون هذا؟"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سب ‪.‬‬ ‫واحتجت فاطلُب‪ ،‬وإذا‬ ‫فاشرب‪،‬‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َع ِطش َ‬ ‫أردت فاح ُ‬ ‫َ‬ ‫س ِمي عنانًا لبَدائه ‪.‬‬ ‫وإنما ُ‬ ‫ُ‬ ‫كرات‬ ‫والبرز ُخ بينها ِمهاد‪ ، preconscious‬تغفو فيه ال ِف‬ ‫حتى يوقظها العنان‪ ،‬فتعن ‪.‬‬ ‫الصف‬ ‫أستاذك في مادة اإلنجليزية في‬ ‫اسم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أرأيت َ‬ ‫الخامس؟ إنه هناك مع أشباهه ‪.‬‬ ‫‪#‬ثالوث_الحجا‪ ،‬زرنوقتان عليهما‬ ‫فهي‬ ‫ِ‬ ‫وأ َّما األقا ِني ُم َ‬ ‫نعامة‪:‬‬ ‫‪1‬القَرون ‪Id:‬‬‫وتطلب الشهوةَ‬ ‫الحجا‪ ،‬تُولَد ُ بالوالدة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وهي قَر ُن ِ‬ ‫َ‬ ‫الصواب عندها ما لذ‪ ،‬والخطا ُء ما آلَم‪ُ ،‬ركزَ‬ ‫سعادة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وال َّ‬ ‫َوف المقا ِبر ‪.‬‬ ‫فيها ُح ُّ‬ ‫ب التكاثُر‪ ،‬وخ ُ‬ ‫والقَ ُ‬ ‫رون َحرون‪ ،‬ال تعرف الزمان وال المكان‪ ،‬وال‬ ‫نوائب الدهور واألزمان‪ ،‬مجنونةٌ ُكلُّها‪ ،‬الغاية‬ ‫تمسها‬ ‫ُ‬ ‫عندها تبرر الوسيلة‪ ،‬والقبيحة عندها أخت الجميلة‪ ،‬وهي‬ ‫أرومة الخياالت الفَنت َ ِزيَّة‪ ،‬وأم ال َّ‬ ‫شطحات الرزية ‪.‬‬ ‫‪2‬النَّعامة‪Ego:‬‬‫النعا َمةُ مطيةُ القرون‪ُ ،‬ج ِعلَت لت ُم َّ‬ ‫ت إلى الواقع بسبب‪،‬‬ ‫فيها يُصنَ ُع القرار‪ ،‬ويُتَّخذ ُ الخيار‪ ،‬تفه ُم األنما َ‬ ‫ط‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والعادات اإلنسانية‪ ،‬وتسعى إلى لذتها بطرق‬ ‫السلوك الصواب‪،‬‬ ‫واقعية‪ ،‬تتب ُع األسباب‪ ،‬وال تتحرى في‬ ‫ِ‬ ‫إنما صوابُها ما حقق الرغبة‪ ،‬ولم ينجم عنه أل ٌم أو عذاب ‪.‬‬ ‫والنعامةُ حلبة صراع‪ ،‬تتنازعها القرون والنقيبة‪،‬‬ ‫وكالهما أشدُّ منها بأسا‪ ،‬وأقوى شكيمةً‪ ،‬فمن ظفر فاز‬ ‫بتوجيه السلوك ‪.‬‬ ‫ومنها المجنون ومنها العان ومنها النائم ‪.‬‬ ‫‪3‬النَّقيبة‪SuperEgo:‬‬‫بنت المجتمع ووريثته‪ ،‬وحليلةُ‬ ‫النقيبةُ ُ‬ ‫الواعظ وحبيبته‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ت القَرون المرفوضة‪ ،‬وشهواتها‬ ‫تكب ُح اندفاعا ِ‬ ‫ُّ‬ ‫تحث على المكارم‪ ،‬وتنهى عن المظالم‪،‬‬ ‫ال َمحروضة‪،‬‬ ‫وفيها ِنظامان‪ ،‬العق ُل والمثال‪:‬‬ ‫أ‪ -‬العقل‪conscience:‬‬ ‫ُ‬ ‫باعوث التوبة‪ ،‬والمقر بالذنب‪ ،‬هو الذي يعاقبك بالشعور‬ ‫بالضيق حين تذنب‪ ،‬أو تلقي لقرونك أذنا ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المثال‪Ideal self:‬‬ ‫رو ٌح يوتوبية تحلق في الخيال‪ ،‬هي لصاحبها المثال الذي‬ ‫ينبغي له أن يكونه‪ ،‬والذي لن يريح قب َل بلوغ ِه ُجفونَه‪.‬‬